معلم القرن الحادي والعشرين
__________________
.
ليسَ المعلم من اشترى كُتباً
إنّما المعلم مَن قلّبها وَقَراها
وليسَ المعلم مَن دخل الصفّ
وألقى حصة لمْ يُفهم مَعناها
إنّما المعلم من خطّطَ درسهُ
بأسلوبٍ مشوقٍ وأنشودة ألقاها
وحملَ وسيلة معينة إلى الصفِّ
تُعينهُ للدرس ويُفهمُ فَحواها
ولا يهملُ طالبةً بمسألةٍ
ويسألُ غيرها ويقول بَلاها
هوَ مربٍّ قبل أن يكون
معلماً يهبُ نفسه هَواها
ألمْ يقرأ في كتابِ الله عندما
قالَ ( ونفسٍ وما سَوّاها ) ؟
فالطالب يقتدي بِالمعلمِ دوْماً
يردّدُ أقوالهُ ولا ينساها
فلا يسمع لقولِ أحدٍ غيره
ولوْ كانَ أحداً لا يرضاها
أرجو أن يصحوَ ضميرهُ يوماً
بروحٍ طيبةٍ لا يخافُ عُقباها
ويوم الدوام يَراهُ مقتاً
وأيام الأجازةِ ما أبْهاها
ترى لماذا تخرجَ مُعلماً ؟
ليدخلَ الوزارةَ مِن أقصاها ؟
يُفاجأ بزيارةٍ تفتيشيةٍ
في حصةٍ قلَّ مُستواها
ينتظرُ آخرَ كل شهرٍ
ليقبضَ راتب أيامٍ قضاها
لا يهمهُ مدير أوْ ولي أمرٍ
كلما قالوا نصيحة نَهاها
يُعطي العلامةَ لكلِّ طالبٍ
إذا ما تدنَّتْ عَلّاها
يحملُ القلمَ في جيبِ قميصهِ
يَحسبهُ الناس سيداً وَشاها
ألا يظن أنّ العلم في عقلٍ
لا يُعرفُ إلّا بمجلسٍ وجاهة
لا أشمل الجميع في كَلامي
فَالبعضُ ضَمائرهُم ما أسماها
_________________
من أرشيفي / 2006 م
بقلم الشاعر / بشار إسماعيل