يهمني رأيكم
الألم .. ذلك الشعور الذي ابتذلناه في منشورات ال" فيس بوك" وأفقدناه وقاره وهيبته بعد أن " حشرناه" في تعبيرنا عن أتفه الأزمات ، عاد وبقوة وبابتسامة ماكرة متجسدا في هيئة شخص يلبس جلباب ويقبض علي سيخ حديدي ملتهب اصطبغ طرفه بالأحمر بفعل بياته في بيت من نار لا تعرف رحمة.
نعم رأيته.. يقترب وهو يردد:
- ورحمة أبويا ما هسيبكم يابني آدمين.
- ياعم وأنا مالي..هو أنا جيت جمبك..إنت مصطبح ولا إيه؟
- للدرجة دي مبقاش ليا هيبة.. ده أنا هوريكم السواد ياشوية فرافير.
قالها ودنا مني وهو يغرز السيخ المتوهج في خدي واختفي فتطايرت صرخة من حلقي لحقتها حركة عشوائية من يدي أسقطت الأقلام والمراجع من علي الطاولة؛فقد سكن الألم أسناني ليبدأ بي جولته.
ااااااااااااااااه
- مالك ياعم..بتصرخ ليه؟
- ضرسي يافوزي هيموتني.
سمعها "فوزي" وتراقص هازئا :
- ضرسك ياسوسو ياطري يوجعك شوية تصوت كدا..ماتنشف ياض.
- بتتريق عليا يازفت..الألم راجع وبينتقم يابن الفقرية.
بجانب "فوزي" رأيته يصوب نظراته إليه،لا يستملح سخريته، وها هو علي وشك الفتك بفوزي الذي يقف بجانبي في سيكشن العملي ويمسك ب"الألة الكاوية" حيث نتدرب علي اصلاح بعض الدوائر الكهربية.
تجمع الزملاء واشتركو مع فوزي في حفلة " التريقة" وقام فوزي بدور البطل ،وأنا لا أكاد أري من الألم رأيته يخاطبني:
- صدقتني إنكم شوية فرافير !
رأيته بعيني يقترب من "الآلة الكاوية"التي يستخدمها "فوزي" وبدل موضعها حتي أصبح الجزء المعدني الملتهب قريب من يد صديقي.
أبدع الجميع في اطلاق النكات علي صراخي من الألم ومعهم فوزي الذي مد يده علي " الكاوية" وهو منهمك معهم في مسرحيتهم ..فقبض علي الجزء المعدني الملتهب قبل أن يطلق نفس صرختي السابقة وهو ينظر بفزع إلي كفه الذي تحول إلي قطعة" عجين".
ضحكت وضحكو وضحكت "سهام دلوعة الدفعة" ،ولكني رأيته يقترب ويذكرني بحماقتي:
- برضه مبتحرمش وبتسخر مني..إنت والحلوة دي وشوية القطاقيط دول..أيامكم معايا سودا.
قالها واقترب من "سهام الدلوعة" التي تعشق تربية أظافرها؛وقفت تسند يدها علي حافة الباب وهي تسخر من " فوزي" :
- اتلسعتي يابيضة..آجي أعملك هوف عليها ياتوتو.
لم تكمل جملتها حيث قام بعض الهواء بدفع الباب بشده لتنخرط علي إثره أظافر " سهام" التي أحيت بصراخها من مات،وهي تنظر إلي مكان الأظافر واللون الأحمر يسيل منه.
اقترب الألم فوجدنا نجهز منشورات "الفيس بوك"
ميشو..يشعر بالألم،،إدعولي.
فوزي..يشعر بالألم الحارق..اتبرعولي.
سهام..تشعر بالألم الفزيع خالس..أو ماي جاد.
تراجع الألم فى ذهول ومقدمات دموع تنحدر من عينه وهو يقول:
أنا وقعت فى شوية أغبيا..قالها وأطلق على نفسه الرصاص.
مصطفى حنيجل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق