كاتب

كاتب

السبت، 22 أكتوبر 2016

(**(( رحـــــــلة الى أمى ))**)) **************************** " قصة قصيرة " بقلم عميد أ . ح / رؤوف جنـــــيدى


(**(( رحـــــــلة الى أمى ))**))
****************************
" قصة قصيرة " 
بقلم عميد أ . ح / رؤوف جنـــــيدى
××××××××××××××××××××
لو أن الله يوكل بى دابة ، تضع قدميها حيث يقع بصرها . تأخذنى عاليا فوق أفاق الخلائق . لتسرى بى الى حيث أتيت . موليا و جهى شطر الماضى . معرضا عن الدنيا بحاضرها البغيض. تسحق دابتى بأقدامها كل رأس ضلت و أضلت . واطئة كل كتف حمل ظلما للعباد . أنظر من عل على تفاهات الحياة و حماقات أهلها . أمر بشبابى ثم صباى ثم طفولتى . تحط بى دابتى فى الفناء الخلفى للدنيا . حيث المنافع البسيطة لا المصالح المعقدة . و حيث تسكن أمى التى لم تكن تتواجد الا بجوار كل ما ينفع الناس . أهبط عن ظهر دابتى و انا فى الخامسة من عمرى أسرع الى أمى . تغمرنى بأحضان الفضيلة و الطهر . يعلو وجهى علامات الفزع و الاضطراب . تضمنى بشمالها و بيمينها تهش كل من يطاردنى . تطاطئ الهموم راسها امام امى فى حياء لئيم . يهدأ خفقان قلبى تقول لى أمى : كنت خليتك معايا ما رحتش المشوار ده . قلت و الله ياريت . قالت : احنا لسه فيها . وذهبت أمى الى الدابة و همست فى أذنها فاذا بها تقلع من دونى . فرحت. تهللت . خرجت مسرعا الى اصدقاء الطفولة . تقيات باقى البيوت اطفالها عبر ابوابها الخلفية . فاذا ( وجيه ) على حاله يقرع بعصا صغيرة على علبة معدنية علقها فى رقبته ظانا انه احد المجاذيب الذين يطوفون البلدة ضمن مواكب الموالد التى كانت تقام . و هذا ( سعيد ) قابع فى ظل جدار منهمك فى صنع الكرة الشراب . وهذا ( مصطفى ) مازالت امه تعنفه اذ ياخذ خلسة خيوط حصيرة المنزل ليكمل صناعة طائرته الورقيه . وها انا اركب احدى اعواد الذرة الجافة اجوب بعربتى هذه الشارع ذهابا وايابا . عدت فى نهاية اليوم الى امى . جلست فى حضرتها . اطعمتنى لقيمات العفاف مغموسة بالرضا و القناعة لينبت جسدى من جديد على صدرها . على يدها التى كانت تسيل من بين اصابعها بركات الله . وفى بيت لم تكن تشم فى اركانه الا رائحة الحلال اسكنك الله فسيح جناته كما اسكنتينا فسيح قلبك .. حية ....... و حية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رومانسى

https://www.youtube.com/watch?v=nPcs3nzdopA