كاتب

كاتب

الخميس، 5 مايو 2016

بقلم مهندس /أحمد عبد الله والي / قصة قصيرة بعنوان (ميدان الحرية )



قصة قصيرة 
بعنوان
(ميدان الحرية )
*
عاش زمنا طويلا في زمن القمع الأمني ...كان يخاف أن يحدث خياله في أي أمر من أمور الدولة ...خشية أن يصبح أسير السجن والهلاك مدي الحياة....
مرت الأيام ....طغت الثورة التكنولوجية وغزت العالم أجمع ....ومازال هو الوحيد في وطنه متأخر عن الركب . ...
يتابع كل يوم نشرة الأخبار ...فيشاهد الأحداث المتصاعدة هنا وهناك في كل بلدان العالم ....
سمع كثيرا عن الفيس بوك وما سببه هذا الاخطبوت من قيام ثورات في بلدان العالم ....
حدثه عقله .. ماذا لو تعلمت في فنون الانترنت كباقي أقراني ....وأواكب الثورة التكنولوحية ...فأنا الوحيد المتأخر عن الركب ... من دون أقراني ....
أصبح الصباح ...
هداه عقله الي شراء جوال حديث ... ليتعلم عليه أسرار العالم المتقدم . فقد كان متأخرا عن الركب بكثير .....
نسي نفسه أنه في بلد القمع الأمني ...وأن هذا الزمن هو زمن الحريات ...وزمن حقوق الانسان . كما كان يشاهد علي القنوات الفضائية .. 
بينما هو جالس علي محطة الاتوبيس ...اذ به يجد شخصا وسيما ذو هيبة ...حدق في وجهة وتبسم . .......
وكأنه وجد ضالته في هذا الشخص وخصوصا انه وجد في يديه جوالا من نفس النوع الذي اشتراه لنفسه... 
لم يتمالك نفسه ..الا وهو يسأله . .أريد ان ادون اسمي علي شبكات التواصل الاجتماعي ....
كي اتعرف علي مايدور في العالم من حولنا ... 
ابتسم هذا الشخص مرة اخري في وجهة ولم يبدي رفضا لطلبه مع أنه كان يتأهب للذهاب ... 
جلس بجانبه علي محطة الاتوبيس وفي ساحة الحرية ..حيث يقبع فيها تمثال رمز دولة القمع الأمني ...
جلس يعلمه كيفية الدخول الي عالم التواصل الاجتماعي ....والاخر كان شغوفا بهذه التكنولوجيا الجديدة الذي انغمس فيها بكل شغف لكي يتعلم كباقي زملائه الذين سبقوه في هذا المجال منذ زمن ....وسافروا الي بلاد الغرب رغما عنهم ...
بدأ بالتعارف علي كل من يقابله ويرسل صداقات مختلفة الي كل من هب ودب ....
وجد نفسه داخل مجموعة تنادي باسقاط النظام ...
كان شغوفا جدا ومولعا بالسياسة ....ولكنه ظل صامتا طيلة هذه السنوات ..خوفا من النهاية الدامية ....
ذهب يتكلم والجميع يشجعه...
أثني عليه الجميع لعباراته الرنانة ...
وكلامه الذي ينبأ عن مولد زعيم جديد لهذه الأمه
التف الجميع حوله وأثرهم بعذب بيانه 
وكأنه ناصر زمانه ....وسادات عصره وأوانه ....
تحدث معهم لابد من اسقاط هذا النظام القمعي ...حتي نسير علي طريق الحرية ...
الكل أيده ...لا بد من النزول ...الي ميدان الحرية ...
للنيل من هذا الحاكم الطاغي ... 
اعجبته الفكرة وتحمس لها وخصوصا ان الجميع اقنعه انك انت زعيم الامة القادم ....
اتفقوا جميعا علي ساعة الصفر ....
واقنعوه ان يرتدي زي القائد ....
وان يكونوا هم التابعون له ... 
نام ليلته ..يحلم بالحرية ....وسدة الحكم 
استيقظ من نومه . ...لبس زي القائد المفدي .. .
وذهب مترجلا الي ميدان الحرية .....
التف الجميع حوله كما وعدوه علي موقع التواصل الاجتماعي ....وحمل علي الاعناق ... 
هتف بصوت جهور ....
الشعب يريد اسقاط النظام 
يسقط ..يسقط ...النظام القمعي ... 
الحرية ..الحرية ....
لم يتمالك نفسه ....من هول الموقف ....
خر مغشيا عليه ...
استفاق من اغماءته ....ليجد نفسه امام المحقق يستجوبه عن القيام بعمل تنظيم للاطاحة برئيس الدولة ....
يتلفت يمينا من هول الموقف ...فيجد الشخص الذي قابله علي محطة الاتوبيس في ميدان الحرية وقام بعمل حساب له علي موقع التواصل الاجتماعي ....
داخل غرفة التحقيق أيضا ....وتبسم له مرة أخري ...
وهو يقبض علاوة تشجيعية من قائده...لتمكنه من القبض علي زعيم تنظيم الاطاحة برئيس الدولة ... 
أخذ الضابط العلاوة التشجيعية وذهب الي محطة الاتوبيس .. في انتظار ظهور زعيم أخر ....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رومانسى

https://www.youtube.com/watch?v=nPcs3nzdopA