الزيارة المقدسة
منذ سنتين زرت مكة المكرمة وطوفت بالبيت حول الكعبة
المشرفة . وزرت المدينة المنورة . وتريثت عند القبر المطهر.للمصطفى عليه
الصﻻة والسلام . وخيل إلى اننى أطأ بقدمى هذا المكان نفسه الذى وطئته .
أقدام جدتى وأمى حينما زارتا الأراضى المقدسة حاجتين . وعادتا منها تحكيان
ما أحستا به من بهر. وما شملاهما من إيمان وطهر . وكنت أنصت إلى جدتى وأنا
بعد طفل أو صبي مفتوح الفم والدهشة ومغمض العينين رهبة وخشوع . وتداعت
الصور سريعا وألغى الخيال الزمن . فإذا بى وأنا واقف فى مكة والمدينة
أسمع وقع أقدام عزيزة علي. ﻻبد انهما مرتا من هذا المكان وتريثتا هنا او
هناك . آية متاعب ومشاق لاقتهما فى زمن لم تكن فيه وسائل المواصﻻت كما هى
الأن . والدرب الطوالى كما كانت تسميه جدتى . وهو المسافة بين مكة والمدينة
. قطعته انا فى سيارة مكيفة سريعة تخطف الطريق خطفا . وقطعته جدتى على
ظهور الجمال . وقطعنه امى فى ظروف أيسر ولكنها كانت فى افضل الصور معاناة
.كل هذا طواه الخيال طوى الزمن كأنه صفحة يكفى أن تقلبها لتذهب . هو نفس
الشعور الذى شملنى وأنا أزور البيت الحرام وقبرالمصطفى عليه الصﻻة والسﻻم
..هل للزمن جرم؟ . هل للزمن كيان؟ . أليس الخاطرقادر على أن يطوى العشرات
والمئات من السنين فى غمضة عين فى لمحة خاطر....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق