كاتب

كاتب

الأحد، 28 يونيو 2015

( أبي الغائب ) ــ . بقلم الشاعرة المبدعة / هند بومديان

أبـــي الغائــــب

بعيون مغمضة راقدة
أمثل دور النائمة
على وسادة الفرح
و أنا الجريحة المحمومة
جراحي عميقة حد الثخمة
ألامي مثناترة في اللامكان
أبي الغائب
يهل كل لحظة سقم
يمد يده من أقصى سنين التيه العظيم
يمررها على ألمي
يسكن يأسي
يرسم حبلا سريا
بينه و بيني
غبت أنا في اللاحضور
لأرحل عنده
و جاء هو الى اللاموجود
ليربث على كتفي
أبي الغائب
لا ينكث وعدا
لا ينقض عهدا
يلملم جرحي
يسكن قهري
يرسم فرحي
أشتم عبق حضوره
عبر نسمات الصباح
أسمع صوته في تراتيل العصافير
بيني و بينه صمت مليء بالأهات
كلما لاح طيفه
حلت لعنة الذكريات
تنفض الفكر جزءا جزءا
كما الطفل الصغير و قد نثر
أغراضه في المكان
تبعثر أشيائي الصغيرة
و تترك فوضى عارمة لا تستكين
أبي الغائب
يحتضن حزني
بين حنايا قلبي
و قد خافه أن يتوه عنه
و يعود لأعماقي من جديد
أبي الغائب
يكرر زياراته
و قد إعتدتها
يهدأني
يسكن ثوراتي الصاخبة
يطفىء نيران حرني
و أنا المستكينة في الحلم
أترقب طيفه
بلهفة الصغير الثائر
أبي الغائب
وجوده صار رفات
حضوره أسير الذكريات
و أنا التائهة
بين المقبرتين في الحياة
يحضر كل وقت ليطمئن على اللاموجود
لأنني استكنت في اللاوعي منذ عصور الحزن اللأزلية
أبي الغائب
كان هاهنا منذ سنوات
يهديني ثمرا
يلبسني فرحة الحياة
و اليوم ها هناك
ينتظر مني الصدقة
و الدعاء بالرحمة لكل ما فات

بقلم :هند بومديان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رومانسى

https://www.youtube.com/watch?v=nPcs3nzdopA