كاتب

كاتب

الأحد، 28 يونيو 2015

( قرأت فى كتاب ) عرض بقلم الأديبة / نهلة الغازي التمسماني

مما قـرأت فـي كـتـاب
(قــوّة الـتّـحـكّـم فـي الـذات) 

للمرحوم د. إبـراهـيـم الـفـقـي
**************************************************

يـتـمـحـور الـكـتـاب فـي مـجـمـلـه حـول الـنـقـط الـمـحـوريـة الـتـالـيـة:
*كـيـف تـكـتـشـف و تـغـيـر مـصـادر بـرمـجـتـك الـذاتـيـة.
*كـيـف تـجـعـل مـن عـواطـفـك عـنـاصـر تَـفَوٌّقـِك.
*كـيـف تـولِّـد اعـتـقـاداتـك الإيـجـابـيـة.
*كـيـف تـجـعـل مـن سـلـوكـيـاتـك سُـلَّـمًـا لِـمَـجْـدِك.

مضمون الكتاب:

**********

الانـسـان بـطـبـيـعـتـه الّـتـي جَـبَـلَـهُ الله عـلـيـهـا يـتـبـرمـج مـنـذ الـصِّـغَـر وهـو فـي إطـار الـبـرمـجـة الـمـسـتـمـرّة عـلـى الـدّوام ، على إثـر ذلك يـتـصـرّف كـلُّ واحـد منا بـطـريـقـة مـعـيـنـة مـخـتـلـفـة أحـيـانـا و مـتـشـابـهـة أحـيـانـا أخـرى ، فـنـجـد الاخـتـلاف يـتـجـسَّـد في وجـوه مـخـتـلـفـة مثلا في طـريـقـة الـحـوار و الكـلام ، اخـتـلاف الـمـعـتـقـدات ، الاحـسـاس بـمـشـاعـر سـلـبـيّـة مـن أسـبـاب مـعـيّـنـة تُـوَلِّـد الـتـعـاسـة و الـكـآبـة، و الاحـسـاس بـمـشاعـر ايجـابـيـة لأحـداث مـعـيّـنـة تـولـد الـتـفـاؤل والاقـبـال على الـحـيـاة. فـيـمـا أنَّ الاحـاسـيـس الـسّـلـبـيّـة تـنـبـع في مـعـظـمـها عـن مـحـاولات بـائت بالفشل مما تسبب في خـلـق إنسان متشائم فـيـبـرمج تلـقـائيا بسبب الألـم و الجـرح الذي خـلَّفـه الـفـشل في عُـمْـقِـه إلى الإنـطـواء على الذّات وعـدم القـدرة على استخدام قُـوَّتـه الـذاتـيـة اعـتـقـادا منه أنه عـاجـز على تـغـيـيـر الـفـشـل إلى نـجـاح و ذلك جـرَّاء بَـرمـجـتـه الـمـسـبـقـة عند مـحـاولاتـه الـمـتـكـرّرة الّـتـي بائت بالفشل . فـيـبـرمـج تـلـقـائـيـا عـلى تـقـبُُل واقـعـه والاسـتـسـلام له وإن كان سـوْدَوِيـًا، و إيـمـانـه الـقـطـعـي بـعـدم قـدرتـه على تـغـيـيـر واقـعـه، وانتظـار الـفـرج لـفـقـدانـه الايـمـان الـقـويّ بـقـدراتـه الـذاتـيـة مـمـا يـتـسـبّـب ذلك اسـتـمـرار نـهـج مـنـهـج مـوحَّـد في حـيـاته بنفس الـمـعـتـقـدات و السّـلـوكات فيصبح الانسان عبدا لـبـرمـجـتـه واعـتـقـاداتـه الـسّلـبـيّـة الـمـوروثـة عن اخـفـاقـاتـه الـمـسـبـقـة لـتُـسْـجَـن قـدراتـه في الحصـول على ما يـسـتـحـقـه في الحـيـاة.
فالـبـرمـجـة الـسّلـبـيـة تدمر حياة الشخص ، فعدم القدرة على التصـالـح مع الذات وإدراك كيفية الـتـعـامل معها يسهم في خلق فجـوات صحيّة ونفسيّة واجتماعية وعملية أيضا.
كلّ هـذه الأسبـاب تنبع من منبع واحد وهو الـبـرمـجـة الـسَّلـبـيَّـة.

إذن مـا هـو الحـل؟

لقد وهب المولى عز جلاله اللانسان القدرة على التغيير لتحويل الأمور لصالحه، بذلك فالبرمجة السلبية قابلة لتغيير والاستبدال بأخرى إيجابية كمنفذ للسعادة البشرية الدنيوية و الأخروية على السواء، حيث تؤهله لتحقيق أهدافه ومطامحه، غير أن هذا التغيير يتطلب تقرير التغيير، لكونه المفتاح الذهبي الذي سيفتح الباب النافذ على الطريق الأفضل للحياة.
خلاصة القول، أن التـغـيـيـر يـنـطـلـق من داخـل النّـفـس الـبـشـريـّة أي في مـنـهـجـيـة الـتـفـكـيـر الـمـحـددة لإطـار الحـيـاة السـعـيـدة أو الشـقـيـة. ولتـغـيـيـر الـبـرمـجـة السـلـبـيـة إلى أخـرى إيـجـابـيـة عـليـنـا بالثـــورة الـــذهـــنـــيــة. لقــــولـــه عـــز وجـــل:
 

 بسم الله الرحمن الرحيم
( إن الله لا يـُغـيـَِر مـا بِـقَـوْم حـتّى يُـغـيِّـروا مـا بـأنْـفـسـهـم)
صدق الله العظيم
سورة الرعد الآية 11
 **************************

 نهلة الغازي التمسماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رومانسى

https://www.youtube.com/watch?v=nPcs3nzdopA