كاتب

كاتب

الخميس، 20 أغسطس 2015

راسبوتيـــــــــــــــــــن - الشاعر_اسامه_طايع

راسبوتيـــــــــــــــــــن
الفصل الاول
المشهـــــــــــــد الاول

تفتح الستاره .. يتوسط المسرح .. ( راسبتوتين ) .. يظهر ممسكاً بيده كتاباً قديماً يقلبه بيديه وينظر اليه تارة وتارة ينظر الى السماء ..
صوت الطبول تقرع بهدوء .. كما لو كانت حبات مطر تسقط فوق لوح زجاج ..
يتقدم ( راسبوتين ) ناحية اليمين متحركاً بتثاقل .. ينادي بصوت عالً من انا .. من اكون ..
يسقط من يده الكتاب .. فينزل على ركبتيه شاخصً بصره للسماء .. مردداً " انا لن ابقى فى تلك الارض ولن اكون كما تصورنى عقولهم
سوف يعرفون من انا .. وسوف يأتى اليوم وتكون تلك البلدة فى يدي سوف احرك كل سكانها كما اريد .. انا انا صوت الحق .. ولكنهم لا يعرفون
يبدء عزف الموسيقى .. بصوت صخب .. تتعالى اصوات العزف يصرخ ( راسبوتين ) بصوت عالً ثم يضحك ضحكات هستيريه
يتحرك تاركاً خشبة المسرح مردداً سوف تعرفون من انا ...
هدوء تام على خشبة المسرح ..
ضوء خافت يظهر ثم يبدء فى التجلى كما لو كان ضوء القمر يأتى من خلف الغيامات .. وعزف لصوت الناي وخرير الماء يصاحبه وصوت ينادي من بعيد ..
انا هنا .. اين انتم .. اين انتم يا سكان البلدة اين انتم
اتتركون كل ما تعشقون وتحبون اتتركون كل ما صنعتم لهذا الشيخ المحتال
كفاكم ثُبات .. كفاكم نوم .. كفاكم كفاكم
اين انتم .
يسكت صوت العزف .. وتنهمر دموعها .. انها .. ايزيس البلدة المنسية
فى ضوء القمر المشتغل بنور الشرق
هدوء على خشبة المسرح .. تتحرك ايزيس الى الجانب الايمن من المسرح رافعة يدها الى السماء منادية يا الله
يدخل الراوي ..
ياللى حفظت الكتاب .. وعلمته للاولاد .. اعرف انك فى يوم حتلاقى الف حساب
راح تنتظر رحمه .. ووقتها مفيش غير العذاب
كذبك بالحروف خيانه وضحكتك بالغدر مليانه
يا اللى نويت تقتل .. وتبدل الاوراق اسحب
كل غدرك وارتحل .. بس اوعاك ترجعلنــــــــا
يصمت الراوي ..
ايزيس .. كل شئ بدلوه .. حتى عزفى غيروه
فين ولادي .. فين شوارعى فين انا
انتوا يا اصحاب الجهاله .. يا نفاق ع الارض عايش بالخيانه
انتوا ايه .. غدركم سم فى الارض يسري
ارحلوا .. ارحلوا .. سيبوا ارض وارحلوا
سيبوا ناسى وانسوا انى كنت ليكم بيت يواسى
اتركونى اتركونى ...
هدؤ مع صوت عصافير ضعيف .. تتحرك اغصان الاشجار
مع نسيم عليل
الراوي ..
اه والله ..هى دي الحكايه .. مش عجيبه .. تكون حكايه
واحنا فيها مش لاعيبه
يلا بينا نشوف كمان الكلام الجاي ايه .

راسبوتين .. عائدا الى منتصف المسرح .. شاهراً يده فى السماء
ممسكاً بالكتاب .. يجلس على الارض .. يلتفت عن يمينه ويساره
لا يري احداً انها تقف هناك عن يمينه لكنه عميت عينه عنهـــــا
يخرج قلماً واوراقاً يخط بيده الخطه .. يرسم تفاصيل الازمه
صوت تصفيق من بعيد .. يرج المكان
يناديه .. انت لست بشراً .. انت شيطان .. انا ما فكرت كما فكرت انت .. دعنى الى جوارك كى اتعلم ..

صمت طويل .. خيالات تدور حول ( راسبوتين ) يغلق عينيه مسترجعاً ما فات من وقت .
هدوء تام
ما تلك الاشياء من انتم . . انا احلم اليس كذلك ام انى مستيقظ من انتم بالله فليتحدث الى احدكم من انتم .
الصوت من بعيد مناديا .. انت يا هذا الا تذكرنى الا تذكر تلك النبره الا تعرفنى
راسبوتين .. اه انه هو انا اعرف هذاالصوت جيداً لقد سمعته كثيراً وتحدثت اليه كثيراً ولكننى لا استطيع ان استجمع صورته ولا اسمه
انه انه ... اه لا استطيع .. رأسى يؤلمنى .. يبدو اننى متعب او اننى اصبت بحمى ولذلك اري تلك الخيالات واسمع هذه الاصوات
ماذا افعل .
هدوء تام .. حركه خفيفه المسرح تدور حول راسبوتين كما لو كانت ظلال .. يدور معها برأسه من انتم من انتم .. وماذا تريدون
صمت طويل ..
تتبدل ديكورات المكان .. ينتقل الى ساحه واسعه .. كراسى وسلالم
زهور فى كل الاماكن .. تجمعات كثيره
راسبوتين اين انا ومن اتى بى الى هنا .. يلتفت فيري نفسه وقد وقف هناك الى جوار احد المقاعد حائر العينين يبحث فى وجوه الواقفين
انا اعرف هؤلاء .. ولكن من هم .. ما اسمائهم .. انا لا اذكر احداً منهم
ولما انا هناك .. لما تلك الحيرة فى عينى وعمن ابحث ..
صوت قوي ينادي من بعيد ... انت تبحث عنك ايها الشيخ الا تعرفنى ايضاً
انا من حاولت ايقاظك طوال سنوات .. ولكن راسبوتينك ذاك القريب الى قلبك بات يقتلنى فى كل مرة تحدثت اليك فيها
اتذكر هنا حاولت منعك
وهناك اثرت غضبك
الا تذكرنى .. انت انت .. لا تحاول لن تتذكرنى .. فما عدت انت انت وماعدت انا ذلك الباقى عليك فقد قتلت وشيعت جثمانى فى خضم معاركك .
صمت مطبق.
الراوي ..
هى ايه الحكايه .. ومين دول وليه صاحبنا عايش كأنه بروحين
تعالوا نشوف .
تغلق الستاره ..

#‏الشاعر_اسامه_طايع2015‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رومانسى

https://www.youtube.com/watch?v=nPcs3nzdopA