قراءة في أوراق الواقع
الـواقـع ..أي شيئ هو هذا الـواقع .. يقـولـــون عن الحياة أنها نقطة
البـداية التي ينطلق منها شـريان الـوجـــود لـذات الإنسان .. وهـذه
النقطة التي هي بــداية الحياة لأي إنســان كان .. هي في واقعها
مجمــوعة شبكات متــداخلة يضمها عنصـــران .. هما عنصـر الـواقع
وعنصر الوجود .. وعنصر الوجود هذا يحمل بـيـن جنباته إلهاما لعــدة
أسئلة تحتاج منَّا عشرات المـجلـدات للإجابة عليها .. والــذي يهمنا
هنا .. هـــو الواقع .وعنـدما نتحـــدث عن الـواقع .. لابـد .. وأن نبتعد
عن معني ومكنـون كلمة .. واقـع .. لكي لانسيـر في إتجاه عكسي
تاركيــن العقل والـمـنـطـق يتصادمان بـمــوجة عارمة مـن الـغـضـــب
مـن قِبَّلْ اخـواننا المهتميـن بالـواقعية والـوجـودية .. غـيــــر أن هناك
ثمة علاقة روحية تربطنا بالحديث عن .. الـواقع .. الــذي نعيش فيه
ونتعايــش معه وهي علاقة تعطينا الإحساس بالــوجــود .. بالحياة ..
بالإسـتغــراق في التأمل .. في التفكر .. في النظـــــــر بمنظار مكبر
للــواقع المعاش وهناك كما هو معلوم .. إنفلات وهـــــروب .. وإنهيار
وركــود .. وتفاقم ملحـوظ لمـوجات التحــــــرر والتحضر التي إجتاحت
الأوســـاط الشــبابية دون إدراك ووعيّ .. كاف .. بما تحملة كلمة ..
تحــــرر وتحضــر .. من قيــم ومعان سامية .. مما جعل السـلـوكيات
الغيــر إنسانية والـغـيـر أخلاقيةهي محـــور التعامل لضمان التضامن
والتـــــوافق القائـم بينهم وبين من يتعاملون معهم .. وحـقـيـقة أننا
لانـقــــول مـن باب الـمـحـاكاة .. والـمـغــالاة .. أن معشـــر الشباب
بـعــدت عـنـهـم طـــرق الـخـيـــر ومـسالـكه .. بل ذهـبـت عـنهــــم
مــذاهب الحشمة والحياء في أحوالهم .. وحالهم .. فتجــد الكثيــــر
منهم لايتــردد في قــول الفحشــاء في المجالــس التي تحمعهـــم
ومحارمهم ولا يصدهم عنها وازع الإيمان أو الحياء علي أقل تقــديـــر
وهذا يعـود إلي التكـويـن الفكـري الـذي ارتبط بكلمة تحـرر وتحضــــر
بمفهـوم سطحي زرعته وعمقته في نفــوسهم مــؤسسات الغــــزو
الإسـتـعـماري الحــديث التي تعمل علي تغــريب المجتـمــــع بفكــر
وثقافة الـغــرب لتبعــده عن قيمه وأخلاقياته وتقاليـــده وعاداته التي
تــــــوارثها وورثه إياها .. ديــن الإسلام الحنيف .. والتي اصبحت كما
يقولون .. موضة قديمة .
وهذه الظاهرة كما يشيــــر الواقع تستحوذ علي فكر وعقل كثير من
الشباب وهـذا يـــرجــع إلي الإحساس العميـق بفقدان الذات وعدم
الشـعــور بالآمان والإيمان والإنتــماء .. وهــــذا الإحساس ينبني أول
ما ينبني علي أساس الأزمات التي تـضـــــــــرب المجتمع ويعيشها
الناس فنراهم يتخبطون في ســـراديب الظلام ويتجهــون إلي إثبات
ذاتهم بالإنغـــــــــراق في الملـذات والشهــوات حتي ما إذا منعتهم
ظــــروفهم الـمـعـيـشـية أو الـحـياتـية أو الـقـــوانيــــن الوضعية عن
بلوغ غاياتهم الحيــوانية فلا يجـدون ســوي الإنــــــدفاع إلي الحجب
المستورة عن أعين الناس فنسمع ونقرأ ونشاهــــــد بأعيننا أحداث
وحــــوادث تشيب لها رؤوس الأطـفـال .. ولا عـجــب .. لأنه ليس من
المتاح لهـــــذا الـجـيـل مـن الـشـباب أن يحيا في ظل هــذه الأزمات
التي يـــركــض خـلــفــها الـنـظـام الـقـائـم علي الـحـكــــــم .. حياة
الإنسان الــذي يــريــد إشــــــــباع حاجاته وتلبية رغباته .. ولاشــك
أن الإنسـان بطبيعة الحال يتطلع إلي ماهـــو أفضل .. وهـــذا بحكم
أنه إنسان ..والآن يتطرق إلي أذهاننا هذا السؤال .. وهــــــو .. ماذا
حقق الجانب الآخر وهو النظام القائم علي الحكم لجيل الشباب .؟
ليخــرجه مـن هــذا الإحسـاس الــذي تملكه وأفقــده ذاته وحطـم
معنوياته وأبعده عن قيمه وأخلاقياته .. بالطبع هناك إنجازات لا أحد
يستطيع أن ينكر هـذا .. ولكن هل تكفي هــذه الإنجازات لكي يتم
تـحـقـيـق آمال وطمــوحات الشباب .. وهناك .. بل هنا .. الوساطة
والـمـحـسـوبية والإستثناءات . ( . المشـوية والمقلية . ) . وكـذلك
البــروقــراطية الوردية .. أجل .. إنها الحقيقة التي جعلت من جيـل
الشباب مــحــور إرتكاز لأفكار الغــرب التي تـنادي بها مــؤسـسات
علمانية ليبرالية .. شجعها غياب الوعي الديني لممارسة نشاطها
داخل أســوار بلــد عــربي إسلامي يــرتفع نداء الحق فوق سماءه
وها نحن عنها غافلـون .. تنادينا من وكــر الوهم الخادع لنلحق بها
هناك .. في درب المهابيــل .. والأمثلة كثيـرة ومتنوعة ونحن لسنا
بصدد حصــر وذكر تلك المؤسسات ولكن يحـضــرني مـقــولة قالها
تكلي .. عـضــو إحـدي جمعيات التبشير بدول الغرب الأوربي يقول
(يجب أن نشجع إنشاء المدارس علي النمط الغربي العلماني لأن
كثير من المسلمين قــد .. زعـــــزع .. إعتقادهم بالإسلام والقرآن
حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية .. وتعلموا اللغات الأجنبية ).
ويقــول أيضا . ( صَـمْــوّ ئـيـل زويمــر ) رئيس جمعيات التبشير في
المــؤتمــر الــذي عـقــد في القـدس العــربية ( عام 1935م) .{ إنَّ
مهمتكم أنْ تخــرجــوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا ليس له
صلة با لله وبالتالي لا صلة له با لأخلاقيات التي تعتمد عليها الأمم
في حياتها وبــذلك تكــونون بعملكم هذا طليعة الفتح الإستعماري
في الممالك الإسلامية } . إســمع يا من تريد أن تسمع هذا ليس
كلامنا ولكنه كلام النخب في دول الغرب الأوربي ورؤوس الأمر في
كل مكان يقوم بمحاربة الإسلام .
وتقول أيضا . ( آن مليجان ) . { لقـد استطعنا أن نجمع في صفوف
كلية البنات بالقاهرة بنات آبائهن باشــوات وباكـوات ولايوجد مكان
آخــر يمكن أن يجتمع فيه مثل هــذا العــدد من البنات المسلمات
تحت أي نفـوذ .. وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلي تقويض
حصن الإسلام من هذه المدرسة . } .
وحقيقة أننا لو عــدنا إلي صـدق الكلام يكفينا إستفسارا لما نحن
فيه .. تاريخ الإسلام .. وهــو يحــدثنا عن حالهم وأحوالهم عنــدما
هجم عليهم المستعمر الغربي في قلب ديارهم وإرتوي من رحيق
دمائهم .. ورقص طربا .. لعذابهم .. وإسعبادهم .. وها هو يمارس
نفس المنهج .. لكن بطريقة إذدواجية .. إستعمارية حديثة رسمها
لنفسه منذ زمن ليس بالقريب .
ويجب أن ننتبه لما نحن فيه .. ونفيق .. من سكرات النشوي التي
نعيش فيها عندما نسمع كلمة .. بحبكم ياعرب .. إنّ الثعلب الماكر
لايؤمن من مكره .. ولو إرتدي ثوب .. الواعظين .. يجب أن نفيق قبل
أن تنهار قيم وأخلاقيات وعادات وتقاليــــد تحت مسميات وشعارات
ملونة بألوان مزخرفة ومشبعة بــرائحة الكـــذب الصادق الذي يبعث
في النفسالغارقة في أحلام اليقظة العصـــرية إحساسـا بالتحــــرر
الغير أخلاقي والتحضر الغير إنساني ويصدق فينا قةل الشاعر .
نحن مثل هشـيم ضل وجهته ,,,,,,,,,,,,, فحينما قلبته الريح ينقلب
نحن لانكتفي بالـــدعــوة إلي الأصــول والجذور عن طريق الترغيب
والترهيب .. ولكن .. يجب أن نتكاتف جميعا ونبـــذل قدراً من الجهد
والإجتهاد لتحديد المسار الذي أصبح لزاما علينا أن نتخــــذه طريقا
لمواجهة المعركة التي لاتكل ولا تمل ونبدأ في في مهاجمة الغرب
في أسلـوب حياته وطـــريقة تنظيمه لها وكــذلك عاداته وتقاليـــده
وأخلاقياته المتعرية العارية .. هذا من جهة ومن جهة أخري .. يمتد
أسلــوب المــواجهة إلي واقعنا .. نـحـن .. لنكتسب حقائق جـديدة
وجديرة بالإهتمام والإحترام ونبدأ في تبـديل وتعــديل الأوضاع التي
انقلبت رأسا علي عقب .
نحن لانريد أن نسترسل في جمع حقائق ووقائع ولكن يكفينا فقط
أن نقول أننا في أشد وأمس الحاجة إلي العــودة للأصـول والجذور
التي نشأنا فيها والتي هيّ أصـــل حياتنا لنــرتقي وفق ما تقــرره
القــــوانـيـن الإنسانية الأخلاقية المسـتـمــدة من كتاب الله وسنة
رسوله ( محمد بن عبد الله .. صلي الله عليه وسلم ) ليتسني لنا
رسم الخطــوط التي سنتخذها طريقا لنا لنحيا حياة الإنسان نفس
الإنسان المتحرر .. المتحضر .. لكنه تحرر إنساني .. وتحضر أخلاقي.
بقلم / عبدالمجيد الديّهي
نشرت بجريدة الأمة في
9/11/1992م
الـواقـع ..أي شيئ هو هذا الـواقع .. يقـولـــون عن الحياة أنها نقطة
البـداية التي ينطلق منها شـريان الـوجـــود لـذات الإنسان .. وهـذه
النقطة التي هي بــداية الحياة لأي إنســان كان .. هي في واقعها
مجمــوعة شبكات متــداخلة يضمها عنصـــران .. هما عنصـر الـواقع
وعنصر الوجود .. وعنصر الوجود هذا يحمل بـيـن جنباته إلهاما لعــدة
أسئلة تحتاج منَّا عشرات المـجلـدات للإجابة عليها .. والــذي يهمنا
هنا .. هـــو الواقع .وعنـدما نتحـــدث عن الـواقع .. لابـد .. وأن نبتعد
عن معني ومكنـون كلمة .. واقـع .. لكي لانسيـر في إتجاه عكسي
تاركيــن العقل والـمـنـطـق يتصادمان بـمــوجة عارمة مـن الـغـضـــب
مـن قِبَّلْ اخـواننا المهتميـن بالـواقعية والـوجـودية .. غـيــــر أن هناك
ثمة علاقة روحية تربطنا بالحديث عن .. الـواقع .. الــذي نعيش فيه
ونتعايــش معه وهي علاقة تعطينا الإحساس بالــوجــود .. بالحياة ..
بالإسـتغــراق في التأمل .. في التفكر .. في النظـــــــر بمنظار مكبر
للــواقع المعاش وهناك كما هو معلوم .. إنفلات وهـــــروب .. وإنهيار
وركــود .. وتفاقم ملحـوظ لمـوجات التحــــــرر والتحضر التي إجتاحت
الأوســـاط الشــبابية دون إدراك ووعيّ .. كاف .. بما تحملة كلمة ..
تحــــرر وتحضــر .. من قيــم ومعان سامية .. مما جعل السـلـوكيات
الغيــر إنسانية والـغـيـر أخلاقيةهي محـــور التعامل لضمان التضامن
والتـــــوافق القائـم بينهم وبين من يتعاملون معهم .. وحـقـيـقة أننا
لانـقــــول مـن باب الـمـحـاكاة .. والـمـغــالاة .. أن معشـــر الشباب
بـعــدت عـنـهـم طـــرق الـخـيـــر ومـسالـكه .. بل ذهـبـت عـنهــــم
مــذاهب الحشمة والحياء في أحوالهم .. وحالهم .. فتجــد الكثيــــر
منهم لايتــردد في قــول الفحشــاء في المجالــس التي تحمعهـــم
ومحارمهم ولا يصدهم عنها وازع الإيمان أو الحياء علي أقل تقــديـــر
وهذا يعـود إلي التكـويـن الفكـري الـذي ارتبط بكلمة تحـرر وتحضــــر
بمفهـوم سطحي زرعته وعمقته في نفــوسهم مــؤسسات الغــــزو
الإسـتـعـماري الحــديث التي تعمل علي تغــريب المجتـمــــع بفكــر
وثقافة الـغــرب لتبعــده عن قيمه وأخلاقياته وتقاليـــده وعاداته التي
تــــــوارثها وورثه إياها .. ديــن الإسلام الحنيف .. والتي اصبحت كما
يقولون .. موضة قديمة .
وهذه الظاهرة كما يشيــــر الواقع تستحوذ علي فكر وعقل كثير من
الشباب وهـذا يـــرجــع إلي الإحساس العميـق بفقدان الذات وعدم
الشـعــور بالآمان والإيمان والإنتــماء .. وهــــذا الإحساس ينبني أول
ما ينبني علي أساس الأزمات التي تـضـــــــــرب المجتمع ويعيشها
الناس فنراهم يتخبطون في ســـراديب الظلام ويتجهــون إلي إثبات
ذاتهم بالإنغـــــــــراق في الملـذات والشهــوات حتي ما إذا منعتهم
ظــــروفهم الـمـعـيـشـية أو الـحـياتـية أو الـقـــوانيــــن الوضعية عن
بلوغ غاياتهم الحيــوانية فلا يجـدون ســوي الإنــــــدفاع إلي الحجب
المستورة عن أعين الناس فنسمع ونقرأ ونشاهــــــد بأعيننا أحداث
وحــــوادث تشيب لها رؤوس الأطـفـال .. ولا عـجــب .. لأنه ليس من
المتاح لهـــــذا الـجـيـل مـن الـشـباب أن يحيا في ظل هــذه الأزمات
التي يـــركــض خـلــفــها الـنـظـام الـقـائـم علي الـحـكــــــم .. حياة
الإنسان الــذي يــريــد إشــــــــباع حاجاته وتلبية رغباته .. ولاشــك
أن الإنسـان بطبيعة الحال يتطلع إلي ماهـــو أفضل .. وهـــذا بحكم
أنه إنسان ..والآن يتطرق إلي أذهاننا هذا السؤال .. وهــــــو .. ماذا
حقق الجانب الآخر وهو النظام القائم علي الحكم لجيل الشباب .؟
ليخــرجه مـن هــذا الإحسـاس الــذي تملكه وأفقــده ذاته وحطـم
معنوياته وأبعده عن قيمه وأخلاقياته .. بالطبع هناك إنجازات لا أحد
يستطيع أن ينكر هـذا .. ولكن هل تكفي هــذه الإنجازات لكي يتم
تـحـقـيـق آمال وطمــوحات الشباب .. وهناك .. بل هنا .. الوساطة
والـمـحـسـوبية والإستثناءات . ( . المشـوية والمقلية . ) . وكـذلك
البــروقــراطية الوردية .. أجل .. إنها الحقيقة التي جعلت من جيـل
الشباب مــحــور إرتكاز لأفكار الغــرب التي تـنادي بها مــؤسـسات
علمانية ليبرالية .. شجعها غياب الوعي الديني لممارسة نشاطها
داخل أســوار بلــد عــربي إسلامي يــرتفع نداء الحق فوق سماءه
وها نحن عنها غافلـون .. تنادينا من وكــر الوهم الخادع لنلحق بها
هناك .. في درب المهابيــل .. والأمثلة كثيـرة ومتنوعة ونحن لسنا
بصدد حصــر وذكر تلك المؤسسات ولكن يحـضــرني مـقــولة قالها
تكلي .. عـضــو إحـدي جمعيات التبشير بدول الغرب الأوربي يقول
(يجب أن نشجع إنشاء المدارس علي النمط الغربي العلماني لأن
كثير من المسلمين قــد .. زعـــــزع .. إعتقادهم بالإسلام والقرآن
حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية .. وتعلموا اللغات الأجنبية ).
ويقــول أيضا . ( صَـمْــوّ ئـيـل زويمــر ) رئيس جمعيات التبشير في
المــؤتمــر الــذي عـقــد في القـدس العــربية ( عام 1935م) .{ إنَّ
مهمتكم أنْ تخــرجــوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا ليس له
صلة با لله وبالتالي لا صلة له با لأخلاقيات التي تعتمد عليها الأمم
في حياتها وبــذلك تكــونون بعملكم هذا طليعة الفتح الإستعماري
في الممالك الإسلامية } . إســمع يا من تريد أن تسمع هذا ليس
كلامنا ولكنه كلام النخب في دول الغرب الأوربي ورؤوس الأمر في
كل مكان يقوم بمحاربة الإسلام .
وتقول أيضا . ( آن مليجان ) . { لقـد استطعنا أن نجمع في صفوف
كلية البنات بالقاهرة بنات آبائهن باشــوات وباكـوات ولايوجد مكان
آخــر يمكن أن يجتمع فيه مثل هــذا العــدد من البنات المسلمات
تحت أي نفـوذ .. وبالتالي ليس هناك من طريق أقرب إلي تقويض
حصن الإسلام من هذه المدرسة . } .
وحقيقة أننا لو عــدنا إلي صـدق الكلام يكفينا إستفسارا لما نحن
فيه .. تاريخ الإسلام .. وهــو يحــدثنا عن حالهم وأحوالهم عنــدما
هجم عليهم المستعمر الغربي في قلب ديارهم وإرتوي من رحيق
دمائهم .. ورقص طربا .. لعذابهم .. وإسعبادهم .. وها هو يمارس
نفس المنهج .. لكن بطريقة إذدواجية .. إستعمارية حديثة رسمها
لنفسه منذ زمن ليس بالقريب .
ويجب أن ننتبه لما نحن فيه .. ونفيق .. من سكرات النشوي التي
نعيش فيها عندما نسمع كلمة .. بحبكم ياعرب .. إنّ الثعلب الماكر
لايؤمن من مكره .. ولو إرتدي ثوب .. الواعظين .. يجب أن نفيق قبل
أن تنهار قيم وأخلاقيات وعادات وتقاليــــد تحت مسميات وشعارات
ملونة بألوان مزخرفة ومشبعة بــرائحة الكـــذب الصادق الذي يبعث
في النفسالغارقة في أحلام اليقظة العصـــرية إحساسـا بالتحــــرر
الغير أخلاقي والتحضر الغير إنساني ويصدق فينا قةل الشاعر .
نحن مثل هشـيم ضل وجهته ,,,,,,,,,,,,, فحينما قلبته الريح ينقلب
نحن لانكتفي بالـــدعــوة إلي الأصــول والجذور عن طريق الترغيب
والترهيب .. ولكن .. يجب أن نتكاتف جميعا ونبـــذل قدراً من الجهد
والإجتهاد لتحديد المسار الذي أصبح لزاما علينا أن نتخــــذه طريقا
لمواجهة المعركة التي لاتكل ولا تمل ونبدأ في في مهاجمة الغرب
في أسلـوب حياته وطـــريقة تنظيمه لها وكــذلك عاداته وتقاليـــده
وأخلاقياته المتعرية العارية .. هذا من جهة ومن جهة أخري .. يمتد
أسلــوب المــواجهة إلي واقعنا .. نـحـن .. لنكتسب حقائق جـديدة
وجديرة بالإهتمام والإحترام ونبدأ في تبـديل وتعــديل الأوضاع التي
انقلبت رأسا علي عقب .
نحن لانريد أن نسترسل في جمع حقائق ووقائع ولكن يكفينا فقط
أن نقول أننا في أشد وأمس الحاجة إلي العــودة للأصـول والجذور
التي نشأنا فيها والتي هيّ أصـــل حياتنا لنــرتقي وفق ما تقــرره
القــــوانـيـن الإنسانية الأخلاقية المسـتـمــدة من كتاب الله وسنة
رسوله ( محمد بن عبد الله .. صلي الله عليه وسلم ) ليتسني لنا
رسم الخطــوط التي سنتخذها طريقا لنا لنحيا حياة الإنسان نفس
الإنسان المتحرر .. المتحضر .. لكنه تحرر إنساني .. وتحضر أخلاقي.
بقلم / عبدالمجيد الديّهي
نشرت بجريدة الأمة في
9/11/1992م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق